منتديات ثقاافيه منتديات برامج منتديات رياضيه منتديات اخباريه
منتديات ثقاافيه منتديات برامج منتديات رياضيه منتديات اخباريه
منتديات ثقاافيه منتديات برامج منتديات رياضيه منتديات اخباريه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ثقاافيه منتديات برامج منتديات رياضيه منتديات اخباريه

منتديات ثقاافيه منتديات برامج منتديات رياضيه منتديات اخباريه منتديات صور منتديات تعارف منتديات المطبخ منتديات الهواتف النقاله منتديات السيارات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإعجاز القرآني في أطوار خلق الإنسان.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin



عدد المساهمات : 157
نقاط : 490
تاريخ التسجيل : 25/10/2014

الإعجاز القرآني في أطوار خلق الإنسان. Empty
مُساهمةموضوع: الإعجاز القرآني في أطوار خلق الإنسان.   الإعجاز القرآني في أطوار خلق الإنسان. Emptyالثلاثاء نوفمبر 11, 2014 2:37 am

الإعجاز القرآني في أطوار خلق الإنسان.

بسم الله الرحمن الرحيم

سوف أقوم أولاً بتوضيح مراحل خلق الإنسان إستناداً إلى الحقائق العلمية المعتمدة في علم الأجنة الحديث وإستناداً إلى قول المفسرين، ثم سوف أقوم بتوضيح كيف من هذه الحقائق العلمية الحديثة هي مطابقة لنصوص الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.

أ‌) طور النظفة :
عند الجماع بين الزوجين يمر القليل من ماء الرجل من خلال المهبل إلى عنق الرحم ومنه إلى الرحم ومنه إلى قناة البويضات المتصلة بالرحم حيث يخترق هناك حيوان منوي واحد من ماء الرجل بويضة المرأة وعندئذ يحدث التخصيب فتتشكل البويضة المُلقحة ، في خلال فترة يوم من إباضة إحدى مبيضين المرأة للبويضة الناضجة ، وهذه البويضة المُلقحة يُطلق عليها إسم النطفة وقد سماها الله عزوجل نطفة أمشاج، قال تعالى (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ) (الإنسان: 2)، وقد عرف المُفسرون نظفة أمشاج بأنها نظفة مختلطة التي اختلط وامتزج فيها ماء الرجل بماء المرأة مع الإشارة إلى من لفظ نطفة يُطلق أيضاً على كل من ماء الرجل مُفرداً وماء المرأة مفرداً، قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن خلق الإنسان (نُطْفَةُ الرجُلِ بيضاءُ غَلِيظَةٌ ، ونطفةُ المرأةِ صفراءُ رقيقَةٌ ، فأيُّهما غَلَبَتْ صاحِبَتَها فالشَّبَهُ لَهُ ، . . ) ( الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6767 خلاصة حكم المحدث: صحيح).

كذلك تُسمى نطفة لأنها تأخذ شكل قطرة كقطرة الماء فلفظ نطفة يُطلق على الماء القليل ولو قطرة، وفي الحديث الشريف (... فلم نزل قيامًا ننتظرُه حتى خرجإلينا . وقد اغتسل . ينطِفُ رأسُه ماءً . فكبَّر فصلَّى بنا) . ( الراوي : أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 605 خلاصة حكم المحدث: صحيح). وتتصف هذه النطفة أي البويضة المخصبة بخاصية الحركة الإنسيابية كقطرات الماء تماماً حيث تسبح في وسط سائل عائدةً إلى الرحم وفي خلال رحلة عودتها هذه تنقسم خلاياها إلى أضعافا مضاعفة وتمر بتطورات عديدة حتى تصل إلى جوف الرحم وتتعلق ببطانة الرحم وتنزرع فيه في اليوم السادس من حدوث التلقيح أو الإخصاب فتفقد حركتها الإنسيابية ويدخل الجنين في طور جديد هو طور العلقة.

ب‌) طور العلقة :

يبدأ طور العلقة من بداية الأسبوع الثاني إلى نهاية الأسبوع الثالث من التلقيح، ففي خلال الأسبوع الثاني يتعلق الجنين ببطانة الرحم المنغرس فيها وهذا ما يتوافق مع كلمة علقة كما يقول المفسرون: لفظ علقة مشتقة من علق وهو الإلتصاق والتعلق بشيء ما. بينما خلال الأسبوع الثالث تتكون لدى الجننين الأوعية الدموية المقفلة والممتلئة بالدماء المحبوسة في داخلها وبالتالي يظهر الجنين على شكل نطفة دم حمراء جامدة وهذا ما يتوافق مع معنى كلمة علق فهي تُطلق على الدم عامة وعلى شديد الحمرة وعلى الدم الجامد، وفي نهاية الأسبوع الثالث يأخذ الجنين شكل علقة مستطيلة لونها شديد الحمرة لما فيها من دم متجمد تشبه شكل الدودة التي تمتص الدماء وتعيش في الماء والخاصية الجامعة بينهما هو من كلتاهما يتعلق بعائله ويحصل على غذائه من إمتصاص دمائه، وهذا يتوافق مع معنى كلمة العلقة فهو يُطلق على دودة في الماء، وتعيش في البرك، وتتغذى على دماء الحيوانات التي تلتصق بها، والجمع علق. فيبدو واضحا كيف من الجنين في طور العلقة ينطبق عليه وصف العلقة في جميع مراحل الطور إبتداءاً بتعلقه ببطانة الرحم ومرورا بتجمد الدم وإنحباسه فيه وإنتهاءاً بتشكله علقة مستطيلة.

ت) طور المضغة:

يدخل الجنين في طور المضغة في بداية الأسبوع الرابع وبالتحديد في اليوم الثاني والعشرين عندما يبدأ القلب في النبض، حيث يمر طور المضغة في مرحلتين: الأولى مرحلة المُضغة الغير مُخلقة والثانية مرحلة المُضغة المُخلقة، قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ) (الحج: 5)، فمرحلة المُضغة الغير مُخلقة تبدأ من بداية الأسبوع الرابع حيث يكون حجم الجنين يتراوح من حجم حبة القمح إلى حجم حبة الفول، أي ( 3-5 ميلميتر) إلى الأسبوع الخامس حيث يبدو السطح الخارجي الغير منتظم للجنين وقد ظهرت عليه النتوءات أو الكتل البدنية التي بينها فراغات فيبدو الجنين بمظهر القطعة التي لا شكل ولا تخطيط واضح فيها وقد عضتها ومضغتها الأسنان وهذا ما يتوافق مع وصف المفسرين فقال ابن كثير: مضغة: قطعة كالبضعة من اللحم لا شكل فيها ولا تخطيط وقال الألوسي: قطعة لحم بقدر ما يُمضغ لا إستبانة ولا تمايز فيها. ومن أجل ذلك تُسمى هذه المرحلة بالمضغة الغير مُخلقة لعدم وضوح تَخلُق أي تشَكُل و تكون صورة الجنين الإنسانية أو تشَكُل و تكون أي عضو من أعضاء الجسم الإنساني لدى الجنين. ثم يبدأ ظهور البراعم الأولية على الجنين التي ينشأ منها بدايات اليدين والرجلين والرأس والصدر والبطن وبدايات أعضائه الداخلية خلال الأسبوع الخامس إلى نهاية الأسبوع السادس، وهذا يتوافق مع قول المفسرين، فقال ابن كثير: مضغة: قطعة كالبضعة من اللحم لا شكل فيها ولا تخطيط، ثم يُشرع في التشكيل والتخطيط فيصور منها رأس ويدان وصدر وبطن وفخدان ورجلان وسائر الأعضاء، وقال الألوسي: والمراد تفصيل حال المضغة وكونها أولا قطعة لم يظهر فيها شيء من الأعضاء ثم ظهرت بعد ذلك شيئا فشيئاً.

وقد أكدت حقائق علم الأجنة من مرحلة التخليق تبدأ من بداية الأسبوع الرابع وتنتهي في نهاية الأسبوع الثامن وهذا يتطابق مع الوصف القرآني ( مضغة مُخلقة وغير مُخلقة ) وذلك لأنه عندما يبدأ طور المضغة إبتداءاً بمرحلة المضغة الغير مُخلقة ، يبدأ تشكل مظاهر الخلق ببداية تشكل بدن وجسد الجنين الذي لا شكل ولا تخطيط واضح فيه ولا وجود لبراعم الأعضاء والأجهزة ، أي لا وجود لبدايات أعضاء وأجهزة الجنين، ومن ثم تستمر مرحلة التخليق بتحول المضغة الغير مخلقة إلى مضغة مُخلقة، أي بظهور بدايات أعضاء وأجهزة جسد الجنين وبالتالي يتخلق أي يتشكل جسد الجنين بتخطيط وشكل واضح، بينما طور العلقة لا يُعتبر جزءاً من مرحلة التخليق لأن هيئة الجنين على شكل علقة مستطيلة لونها شديد الحمرة لا يُوحي بأي مظهر من مظاهر تخليق أو تشكيل جسد إنسان.

ث) طور العظام :

يبدأ طور العظام في بداية الأسبوع السابع وينتهي قُبيل نهايته، وفي هذا الطور تزول صورة المضغة عن شكل الجنين ويكتسب بدلاً منها صورة جديدة بتخلق أي تشكل الهيكل العظمي الغضروفي اللين الذي تظهر فيه أولى مراكز التعظم فيتصلب البدن أي يتشدد ويتقوى ويفقد لينه الذي كان عليه في طور المضغة، كقولنا تصلب عود الشجر بعد من كان ليناً، فتتميز الرأس من الجذع وتظهر اليدين والرجلين. وهذا ما يتطابق مع قول المفسرين، فقال ابن كثير: (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا ) (المؤمنون: 14): يعني شكلناها ذات رأس ويدين ورجلين بعظامها وعصبها وعروقها، وقال الألوسي: وذلك التصيير بالتصليب بما يراد جعله عظاما من المضغة وهذا تصيير بحسب الوصف وحقيقته إزالة الصورة الأولى عن المادة وإفاضة صورة أخرى عليها.

ج) طور كساء العظام باللحم:

في نهاية الأسبوع السابع وخلال الأسبوع الثامن تكسى العظام بالعضلات حتى نهاية الأسبوع الثامن حيث تتشكل وتتكون جميع أعضاء وأجهزة الجنين الداخلية والخارجية في صورة مصغرة ودقيقة وبالتالي تتشكل الملامح الأساسية للجنين وبذلك تنتهي مرحلة التخليق والتي يسميها علماء الأجنة بالمرحلة الجنينية. وهذا يتطابق مع قول المفسرين، فقال ابن كثير: (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ) (المؤمنون: 14): أي جعلنا على ذلك ما يستره ويشده ويقويه، وقال الشوكاني: أي أنبت الله سبحانه على كل عظم لحما على المقدار الذي يليق به ويناسبه. ثم يبدأ الجنين بعد الأسبوع الثامن مرحلة أخرى مختلفة يسميها علماء الأجنة بالمرحلة الحميلية، ولذلك يُعتبر طور كساء العظام باللحم الحد الفاصل بين المرحلة الجنينية والحميلية. ويسمي القرآن الكريم المرحلة الحميلية: مرحلة النشأة خلقا آخر لقوله تعالى (ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) (المؤمنون: 14) وهذا الوصف القرآني الدقيق يؤكد حقيقة من المرحلة الجنينية هي مرحلة تخليق لأن تقدير الآية هو ( ثم أنشأناه خلقا آخر غير الخلق الذي سبقه) وذلك للفظ (خلقا آخر ) ولأن حرف (ثم) يفيد ترتيب حدوث فعل الخلق مع التراخي في الزمن، ما يفيد من هنالك مرحلتين من الخلق حدثتا إحداهما قبل حرف (ثم) والأخرى بعد حرف (ثم) مع تراخي في الزمن بين حدوثهما، فلفظ (آخر) في اللغة: هو أحد الشيئين ويكونان من جنس واحد، أي من المرحلة الجنينية التي تسبق حرف (ثم) نصاً هي مشتركة مع المرحلة الحميلية التي تعقب حرف (ثم) نصاً، في جنس الخلق، أي في نوع الخلق، ولكنهما مختلفتين في الخصوصية وذلك لأن المرحلة الجنينية هي مرحلة تخليق وتشكيل لبدن الجنين بملامحه الأساسية بينما المرحلة الحميلية التي تعقب المرحلة الجنينية مع تراخي في الزمن هي مرحلة نفخ الروح في الجسد لإمكانية رصد نشاط الجنين في تلك المرحلة وهذا ما سيتم توضيحه في المرحلة التالية.

ح) مرحلة النشأة خلقا آخر:

تبدأ مرحلة النشأة في الأسبوع التاسع حيث يتخذ جسد الجنين الملامح البشرية المألوفة فيتصور الجنين بالصورة البشرية المعروفة، ويبدأ الجنين بالنمو ببطء إلى الأسبوع الثاني عشر حيث يمكن تحديد جنس الجنين بتمايزالأعضاء التناسلية وظهور الأعضاء التناسلية الخارجية، ثم بعد الأسبوع الثاني عشر ينمو جسد الجنين بسرعة كبيرة حتى نهاية الحمل حيث من هذه المرحلة تختص بتطور ونمو أعضاء وأجهزة الجنين وذلك بتهيئتها للقيام بوظائفها خارج رحم الأم بما في ذلك الجهاز التنفسي حيث يصبح مؤهلاً للقيام بوظائفه في التنفس والجهاز العصبي يصبح مؤهلاً لضبط حرارة جسم الجنين. كما تختص هذه المرحلة بنفخ الروح في الجنين أثناءها، وهذا يتطابق مع قول المفسرين فقال ابن كثير: ثم نفخنا فيه الروح فتحرك وصار خلقا آخر ذا سمع وبصروإدراك وحركة وإضطراب، وقال الألوسي: أي مباينا للخلق الأول مباينة ما أبعدها حيث جُعل حيوانا ناطقا سميعا بصيرا. وقد أثبتت الأجهزة الحديثة رؤية حركات جسم الجنين وكذلك الحركات الجنينية التي تُعبر عن حيوية الجنين مثل حركات التنفس وحركات الأطراف العليا وضربات القلب وحركات عدسة العين والبلع وحركات الأمعاء الدودية في مرحلة مبكرة عند الأسبوع الثامن وقبل الأسبوع الثاني عشر. كما أنه يُمكن رصد الحركات التي تُعبر عن نشاط الجنين مثل البلع وحركة اليد إلى الفم والمضغ وحركات اللسان وحركة اليد إلى الوجه ومص الأصابع عند الأسبوع السادس عشر، أي قبل مائة وعشرين يوماً.

وهذه الحقائق والمشاهدات العلمية التي أثبتها علم الأجنة تتطابق مع حديث حُذيفةُ بنُ أسيدٍ الغِفاريُّ رضي الله عنه الذي رواه مسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( " إذا مرَّ بالنطفةِ ثنتان وأربعون ليلةً ، بعث اللهُ إليها ملَكًا . فصوَّرها وخلق سمعَها وبصرَها وجلدَها ولحمَها وعظامَها . ثم قال : يا ربِّ ! أذكرٌ أم أنثى ؟ فيَقضي ربُّك ما شاء . ويكتبُ الملَكُ . ثم يقولُ : يا ربِّ ! أَجلُه . فيقول ربُّك ما شاء ويكتبُ الملَكُ . ثم يقولُ : يا ربِّ ! رِزقُه . فيقضي ربُّك ما شاء . ويكتبُ الملَكُ . ثم يخرجُ الملَكُ بالصحيفةِ في يدِه . فلا يزيدُ على ما أُمِرَ ولا يَنقصُ) " . ( الراوي: عامر بن واثلة أبو الطفيل - المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم:2645 خلاصة حكم المحدث: صحيح). فالحديث الشريف يُشير إلى من تصوير جسد الجنين، أي تشكل الجنين بالصورة البشرية المعهودة، بتشكل ملامح السمع، أي الأذنين، وملامح البصر، أي العينين، والجلد واللحم والعظم بعد اليوم الثاني والأربعين من التلقيح. وهذا ما أكدته حقائق علم الأجنة حيث من صورة الجنين البشرية المألوفة تظهر في الأسبوع التاسع، وكذلك أكد علم الأجنة من أعضاء الجنين التناسلية تتمايز وتظهر الأعضاء التناسلية الخارجية في الأسبوع الثاني عشر، أي كذلك بعد اليوم الثاني والأربعين. وبناءاً على هذا كله أقولُ أنه يُمكن إستنتاج الفترة الزمنية التي تُنفخ فيها الروح في جسد الجنين، وهي الفترة ما بين الأسبوع الثاني عشر والأسبوع السادس عشر ( والله أعلم )، وذلك لأن إختلاف الجنس يقتضي إختلاف الروح لأن إختلاف سلوك وإنفعالات الجسد بين الذكر والأنثى سببه إختلاف إنفعالات وسلوك الروح بين الذكر والأنثى، وبالتالي إختلاف الروح يقتضي نفخ الروح في الجنين من أجل الفصل في مسألة جنس الجنين وحدوث هذا يُرجح بعد الأسبوع الثاني عشر لزوماً لتمايز الأعضاء الجنسية وظهور الأعضاء الجنسية الخارجية لأنه لا يستقيم من تُنفخ روح ذكرية على سبيل المثال في جسد لم يتميز بالذكورة،أي بأعضاء ذكرية ، مع الإشارة إلى من معظم الأعضاء الجنسية الذكرية هي خارجية بينما معظم الأعضاء الجنسية الأنثوية هي داخلية. فعندما يتحدد جنس الجنين عند الأسبوع الثاني عشر، يصبح جسد الجنين مُهيأ لنفخ الروح فيه سواء روح ذكرية في جنين ذكر أو روح أنثوية في جنين أنثى وهذا ما أشار إليه الحديث الشريف، في قوله عليه الصلاة والسلام (فصورها وخلق سمعها وبصرها ، وجلدها ولحمها وعظامها ، ثم قال : يا رب ، أذكر أم أنثى ؟ )، فتصوير الجنين بسمعه وبصره وجلده ولحمه وعظمه على الصورة البشرية المألوفة يمكن ملاحظته في الأسبوع التاسع كما أكد علم الأجنة، وبعد ذلك عند الأسبوع الثاني عشر عندما تتمايز الأعضاء التناسلية وتظهر الأعضاء التناسلية الخارجية، يُرجح نفخ الروح بعد ذلك وهذا ظاهر في لفظ ( يا رب، أذكر أم أنثى؟ )، وجزماً الروح تُنفخ في الجنين قبل الأسبوع السادس عشر لأنه كما أثبت علم الأجنة أنه يُمكن رصد الحركات التي تُعبر عن نشاط الجنين مثل البلع وحركة اليد إلى الفم ومص الأصابع وحركات اللسان والمضغ وحركة اليد على الوجه عند الأسبوع السادس عشر، وهذا النوع من الحركات تُشير بكل وضوح لا لُبس فيه بأنها تصدر عن إرادة ورغبة إنسانية. أما بالنسبة لحركات جسم الجنين والحركات الجنينية التي تُعبر عن حيوية الجنين والتي يُمكن رؤيتها في وقت مبكر بعد الأسبوع الثامن وقبل الأسبوع الثاني عشر، فقد تكون هذه الحركات هي حركات تمهيدية وتهيئية لأعضاء وأجهزة الجنين الداخلية والخارجية التي تشكلت عند نهاية الأسبوع الثامن، من أجل غاية نفخ الروح في الجنين، وما يؤكد ذلك من قلب الجنين يبدأ بالنبض في بداية الأسبوع الثالث ونبضات قلب الجنين تدل على حيوية الجنين بالرغم من أنه لا يُتوقع أبداً من تُنفخ الروح في الجنين قبل نهاية المرحلة الجنينية أي قبل نهاية الأسبوع الثامن (والله أعلم ).

أما الآن بعدما تم شرح وتوضيح أطوار خلق الجنين من التلقيح، أي الإخصاب، إلى مرحلة إنشائه خلقاً آخر، فسوف أُوضح كيف من نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة جاءت مُطابقة لما أثبته علم الأجنة في ذلك. فلو نظرنا إلى حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي رواه مسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ أحدَكُم يُجمَعُ خلقُهُ في بطنِ أمِّهِ أربعينَ يومًا ثمَّ يَكونُ في ذلك عَلقةً مثلَ ذلِكَ ، ثمَّ يَكونُ مضغةً مثلَ ذلِكَ، ثمَّ يرسلُ الملَكُ فينفخُ فيهِ الرُّوحَ ويؤمرُ بأربعٍ ، كلِماتٍ : بكَتبِ رزقِهُ وأجلِهُ وعملِهُ وشقيٌّ أو سعيدٌ). (الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2643 خلاصة حكم المحدث : صحيح). فالحديث النبوي الشريف يُشير إلى حقيقة تخلق أي تشكُل جسد الجنين في صورته الإبتدائية في نهاية طور المُضغة، أي في نهاية الأسبوع السادس، في لفظ مُجمل هو ( أحدكم يُجمع خلقه) أي من خلق جسد الجنين يجمع خلقه أي تشكيله في بطن أمه أربعين يوماً وكما هو معلوم فإن تجمع الخلايا المتشابهة في الشكل والتركيب والوظيفة وإلتصاقها مع بعضها البعض يكون النسيج، كالنسيج الطلائي الذي يكون طبقة البشرة في جلد الإنسان، وتجمع الأنسجة المختلفة في التركيب وإرتباطها مع بعضها البعض يُكون العضو كعضو القلب، وتجمع الأعضاء المختلفة وإتصالها مع بعضها البعض يكون الجهاز، كالجهاز الهضمي المكون من الفم والبلعوم والمريء والمعدة والأمعاء، وتجمع الأجهزة المختلفة كالجهاز الهضمي والجهاز الدوراني والجهاز التنفسي وغيرها من الأجهزة وعملها مع بعضها البعض يُشكل جسد الإنسان. وهذا ما يصفه الحديث الشريف بدقة فعبارة ( يجمع خلقه ) تصف تخلق أو تشكل خلق الجنين في صورته الإبتدائية في الأربعين اليوم الأولى، حيث تظهر البراعم الأولية لأجهزة جسم الجنين بتجمع بداءات أعضاء هذه الأجهزة، وبتجمع الخلايا والأنسجة الغير مكتملة النمو والمكونة لهذه الأعضاء وبالتالي يبدو واضحا كيف من الجنين يتشكل ويتكون خلقه في صورته الإبتدائية بتجمع خلاياه وأنسجته وبراعم أعضائه المكونة لأجهزته، أي من خلق الجنين يجمع في أربعين يوماً من خلال جمع مكونات جسده وضمها إلى بعضها البعض. ولفظ ( ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك )، يفيد بأن الجنين يكون في خلال فترة الأربعين يوما علقة مجتمعة ومكتملة في خلقها وتكوينها مثلما اجتمع واكتمل خلق الجنين في صورته الإبتدائية في نهاية الأربعين يوم، لأن حرف (ثم) يعطف اسم الإشارة (ذلك) في كلمة (في ذلك) على الظرف الزماني (أربعين يوما)، دون إفادة الترتيب بينهما لأن مضمون النص يمنع ذلك وبالتالي كلمة (في ذلك) تعود على الأربعين يوما. بينما كلمة (مثل ذلك) تعود على تجمع خلق الجنين فنصب كلمة ( مثل ذلك ) على المصدر، الذي هو الخلق، وليس على الظرف الزماني، أي الأربعين يوم. وهذا ما توصل إليه الزملكاني في القرن السابع الهجري، فقال: معنى يجمع في بطن أمه، أي يحكم ويتقن، ومنه رجل جميع أي مجتمع الخلق. فهما متساويان في مسمى الإتقان والإحكام لا في خصوصه، ثم إنه يكون مضغة في حصتها أيضا من الأربعين يوماً، محكمة الخلق مثلما من صورة الإنسان محكمة بعد الأربعين يوما فنصب (مثل ذلك) على المصدر لا على الظرف. ثم يكون في فترة الأربعين يوما مضغة مجتمعة ومكتملة في خلقها وتكوينها مثلما اجتمع واكتمل خلق الجنين في صورته الإبتدائية في الأربعين يوم، ثم تُنفخ الروح في الجنين عندما يدخل في مرحلة النشأة خلقا آخر.

أما التعارض الذي حصل بين حقائق علم الأجنة و الفهم الخاطئ لحديث ظني الدلالة وهو رواية الإمام البخاري لحديث ابن مسعود هو بسبب الفهم الخاطئ لمعنى كلمة (مثل ذلك) على أنه يفيد مثلية في الأربعينات من الأيام، وما عمق المفهوم الخاطئ لأطوار الجنين في رواية البخاري هو إدراج كلمة (نطفة) في عبارة ( في بطن أمه أربعين يوما ) فأخطأ من فسر ذلك على من الجنين يصير علقةً أريعين يوماً مثلما كان نطفةً أربعين يوماً ثم يصير مضغةً أربعين يوماً مثلما كان نطفةً أربعين يوماً. أما رواية أخرى لنفس الحديث ونفس الراوي رواها الإمام مسلم بزيادة لفظ (في ذلك) في المتن بينت القضية بوضوح لا لبس فيه وأزالت التعارض الذي ظهر سابقاً مع حقائق علم الأجنة. وكذلك قوله تعالى( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) (المؤمنون: 12-14)، يطابق حقائق علم الأجنة في أطوار خلق الجنين فالآية الكريمة تتحدث عن أصل خلق الإنسان من طين لأن أبو البشرية جمعاء سيدنا آدم عليه السلام خلقه الله الملك الخالق العظيم من طين، قال تعالى (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (آل عمران: 59)، وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ خلقَ آدمَ من قَبضةٍ قبضَها من جميعِ الأرضِ ، فجاءَ بنو آدمَ على قدرِالأرضِ ، جاءَ منُهُمُ الأحمرُ ، والأبيضُ ، والأسودُ ، وبينَ ذلِكَ ، والسَّهلُ ، والحزنُ ، والخشِنُ ، والطِّيبُ ) ( الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: ابن دقيق العيد - المصدر: الاقتراح - الصفحة أو الرقم: 126-127 خلاصة حكم المحدث: صحيح ). ثم تتحدث عن أطوار خلق الجنين إبتداءاً من إمتزاج ماء الرجل بماء المرأة وحدوث التخصيب وتشكل البويضة الملقحة في الرحم، وهذا ظاهر في لفظ (ثم جعلناه نطفة في قرار مكين )، ثم تحول النطفة إلى علقة، وهذا ظاهر في لفظ (ثم خلقنا النطفة علقة )، ثم تحول العلقة إلى مضغة، وهذا ظاهر في لفظ (فخلقنا العلقة مضغة )، ثم تحول المضغة إلى عظام، وهذا ظاهر في لفظ (فخلقنا المضغة عظاما)، ثم كساء العظام باللحم، وذلك ظاهر في لفظ (فكسونا العظام لحما)، ثم نمو الجنين ونشأته خلقا آخر بنفخ الروح فيه، وهذا ظاهر في لفظ (ثم أنشأناه خلقا آخر). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://as7abeg.egyptfree.net
 
الإعجاز القرآني في أطوار خلق الإنسان.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ثقاافيه منتديات برامج منتديات رياضيه منتديات اخباريه  :: منتديات اسلاميه-
انتقل الى: